مومسات تونسيات يرفضن دعوة داعية بحريني لإعانتهن . ويقلن إنّ الدعاة من زبائنهن

http://2.bp.blogspot.com/-1Ak1LRruqPo/UUlIO-noZPI/AAAAAAAAhXY/CKM1sybXC3Y/s1600/ce93b7c97ea8831859bbe17c36b83648_L.jpg

 انتشر منذ أسابيع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو بشكل واسع يظهر فيه الداعية البحريني حسن الحسيني خلال زيارة قام بها إلى ماخور مدينة سوسة في تونس، شريط الفيديو يبدو الداعية خلاله بصدد دعوة المومسات إلى "الهداية والطريق السوي". ورافقت صور شريط الفيديو الذي أسماه "أبكتني زانية " موسيقى ودعاء ديني. ويظهر فيه الداعية وهو يتحدث مع المومسات وعن المومسات والعبرات تسبق كلماته بحسب فرانس 24.
شريط الفيديو الذي سجل نسب مشاهدة مرتفعة جدا ناهزت 3 ملايين زيارة على موقع يوتيوب في ظرف ثلاثة أيام فقط، لقي استهجانا كبيرا على صفحات فيس بوك التونسية التي رأت فيه انتقاصا من قيمة المرأة التونسية وتقليلا من قيمتها خاصة أن الداعية الإسلامي ورئيس جمعية الخير الإسلامية سمح لنفسه بإنشاء حساب مصرفي أسماه صندوق "مشروع إنقاذ حرائر تونس" لجمع التبرعات المالية لصالح التونسيات لإنقاذهن من "الدعارة".

دعوة أتت بعد أسابيع قليلة من ادعاء صحافي في قناة الجزيرة القطرية بأن البنية التحتية لتونس بنيت على أموال الدعارة والخمر خلال حكم الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة ومن بعده زين العابدين بن علي.

صفحات تونسية على فيس بوك نددت بهذه التصريحات والمواقف المعادية للمرأة التونسية التي تتمتع وعلى الأقل قبل وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس بحقوقها كاملة متقدمة في ذلك على المرأة في باقي الدول العربية حيث لا تزال المرأة لا تمتلك الحق في قيادة السيارة أو استخراج بطاقة هوية.

كما ترك فيسبوكيون تونسيون على صفحة الداعية الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تعليقات تذكر بإنجازات المرأة التونسية ومكانتها العلمية المتقدمة ونجاحات الفتاة التونسية في الجامعات وتفوقها على الذكور. وأرفقوا هذه التعليقات بروابط إلكترونية لقضايا دعارة كشفت في البحرين داعين حسن الحسيني إلى الاهتمام أولا بتوعية وإنقاذ نساء بلاده قبل أن يولي وجهته صوب تونس.
وتناولت صفحات فيس بوك تونسية انتشار شبكات الدعارة في البحرين المتواجدة بكثرة ونقلت شهادات مومسات عملن وتعملن هناك كما تم إنشاء صفحة "أنقذوا نساء البحرين من الدعارة".

المفكرة والكاتبة التونسية ألفة يوسف من جهتها خصّت الداعية الحسيني بجملة خواطر على صفحتها للرد عليه أسمتها "أنا عاهرة وافتخر" استعرضت خلالها جملة من مكاسب المرأة التونسية بأسلوب ساخر وجريء نقله البعض على صفحة الداعية.
الدعارة، ظاهرة بحرينية أيضا

سهام ، مومس في ماخور في تونس
وكان الصحافي البحريني محمد السواد قام بتحقيق صحافي حول هذه الظاهرة في البحرين والتي وصفها بأنها "منتشرة في طول البلاد وعرضها" وتنشطها العمالة الأسيوية الوافدة بنسب كبيرة، إلا أن بحرينيات هنّ أساسا من المطلقات والأرامل تمتهن أيضا هذه المهنة بحسب الصحافية البحرينية تمام أبو صافي والتي أكدت أن الفقر والتفكك الأسري وتنامي العادات الاستهلاكية هي عوامل تدفع هذه النسوة إلى الدعارة.
 
 
 الأسباب إذن هي نفسها تقريبا التي دفعت تونسيات إلى امتهان هذه المهنة، فلماذا التجني على التونسيات والإساءة إلى سمعتهن وإعطاء صورة مهينة وقاتمة عن المرأة التونسية؟ وما رأي المومسات في تونس بمبادرة الداعية البحريني؟

اتصلنا بوزارة الشؤون الدينية في تونس، للتعرف على موقف هذه الوزارة من زيارة الداعية البحريني وللتعليق على نشاطه في تونس وخاصة فكرة جمع التبرعات لإنقاذ "حرائر تونس" على حد تعبيره إلا أن مصدرا مسؤولا رفض التعليق على ذلك مؤكدا أن تونس دولة قانون وطالما أن هذا الشخص تصرف في إطار يكفله القانون التونسي فإنه لا داعي للحديث مجددا عنه.
مومسات ماخور العاصمة يسخرن من دعوة الداعية ويصفنها بغير الجدية

تحولنا إلى أحد مواخير العاصمة وكان لنا لقاء مع العاملات فيه للحديث عن فكرة صندوق التعويض لترك الدعارة. دلندة مشرفة على أحد دور الماخور أكدت أن هذا المقترح سخيف لأن العاملات يفضلن إبقاء هذا الماخور الذي امتهن العمل فيه منذ عشرات السنوات فأي صندوق تعويض سيكفل معاشا ثابتا لكل العاملات في كل مواخير تونس ولأي مدة زمنية؟ كما أن المشرفات أنفقن كل ما تمكنّ من توفيره منذ سنوات لإجراء إصلاحات في هذه المحلات لضمان استمرار العمل فيها.

وتضيف دلندة بأن هذه المحلات توفر خدمة كبيرة للمجتمع حيث يتمكن الزبائن من قضاء مآربهم في إطار صحي وأخلاقي محدد. هذه المواخير ضاربة في القدم وموجودة في المجتمع التونسي منذ قرابة 80 عاما. وتضمن توازنا داخل المجتمع فكيف يمكن أن نقبل دعوة الداعية البحريني الذي يريد أن يغير من عاداتنا وتقاليدنا؟ "نرفض تماما هذه الدعوة لترك هذه المهنة فأي فكرة لتعويضنا ستكون وقتية ولن تضمن لنا فرص عمل ثابتة... نطلب من هؤلاء أن يدعونا في حالنا..."

سهام وهي إحدى المومسات في العشرينات من العمر وتعمل في الماخور منذ 3 سنوات، قالت "أرجو أن يدعونا في شأننا، ندعو الدعاة والمتأسلمين لتركنا في معاناتنا طالما لم توفر لنا الدولة خيارات أخرى.. هذا العمل لم نختره طوعا، ونحن اليوم نواجه مخاطر السلفية والاعتداءات بالعنف المستمرة والتهديد بالحرق والقتل... وهؤلاء الدعاة يقولون ما لا يفعلون، دعواتهم ليست سوى وعودا جوفاء لتحقيق كسبا إعلاميا... نحن لا نصدق هؤلاء..."
"كفانا قسوة المجتمع ونبذه لنا.. نحن مسلمات ونعيش في توافق مع مجتمعنا"
مُلكة ، مومس في ماخور في تونس
ملكة، وهي مومس في الثلاثين قالت إن السلفيين والدعاة لا يتمتعون بالمصداقية حتى نصدق وعودهم. وهذا الصندوق الذي يعدوننا به هو فكرة غير قابلة للتحقيق. اليوم تراجعت وتيرة العمل في المواخير منذ انهيار نظام زين العابدين بن علي..
ومداخيلنا المادية تراجعت إلى أكثر من 80 بالمئة والمجتمع قاس جدا في تعامله معنا... يكفي اليوم أننا ننعت بالكفار والملحدات والفاسقات.. لقد قررنا تلقائيا ودون أن نتلقى أوامر من السلطات وقف العمل في شهر رمضان وأيام الجمعة مراعاة لمشاعر المؤمنين، فماذا يطلبون منا المزيد؟ وأي مزيد يريدون؟ ليس لنا تكوين آخر ولا شهادات علمية للانطلاق من جديد في الحياة. نحن مسلمون وإسلامنا نعيشه في توافق مع مجتمعنا ولا نحتاج لمن يذكرنا به أو يعيطنا دروسا ومواعظ.."

"نحمل الحكومة تبعات ما سيحدث لنا جراء الشحن والتحريض ضدنا"

مشرفة أخرى وجهت أصابع الاتهام إلى الحكومة الإسلامية الحالية بقيادة حزب النهضة واتهمتها بالتواطؤ مع هؤلاء الدعاة حتى يؤلب الرأي العام ضد العاملات في الماخور والتحريض على العنف ضدنا... وتضيف "هذه الدعوات ترفع من درجة المخاطر ضدنا ونحمل علي العريض والنهضة مسؤولية ما سيحدث ضدنا بعد الانتشار الكبير لهذه الأشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المتخصصة في مشاركة مقاطع الفيديو.

"الدعاة هم كذلك زبائن ويدفعون بسخاء"

وتتساءل سميرة وهي مومس في أواخر الثلاثينات، كيف لهولاء الدعاة أن يقوموا ببث الدعوات لإعادتنا إلى الصواب وإنقاذنا من الضلال المبين وهم زبائن أوفياء يطلبون خدماتنا ويدفعون مقابلا سخيا للمومسات لقاء خدماتهن..؟ لقد كشفنا مخططات هذه الحكومة التونسية التي تسهل دخول هذه الشخصيات إلى المجتمع التونسي لإثارة الفتن فيه.

المومسات كما الكثير من مقومات المجتمع التونسي توحدوا خلف موقف واحد مناهض لهذه الدعوات التي قادها دعاة وشيوخ من الخليجيين أساسا وممثلين للفكر الوهابي. ونددوا بمحاولات تسرب هذا الفكر إلى تونس من خلال منافذ عدة قد تكون التدخل القطري في الشؤون السياسية لتونس أو إرسال مقاتلين تونسيين للقتال ضد نظام بشار الأسد في سوريا. جملة من الملفات الساخنة التي لا توليها الحكومة التونسية الحالية الاهتمام الكافي، حتى أن وزيرة المرأة سهام بادي التي وصفتها المعارضة بأفشل وزيرة للمرأة في تاريخ تونس، لم تحرك ساكنا إزاء هذه الدعوات والتحركات بعد دعوة هذا الداعية البحريني، وباءت كل محاولاتنا للاتصال بالوزيرة أو من يمثلها بالفشل 

تعليقات